04‏/05‏/2015

كيف تجعل من منزلك مقر عملك الجديد


 

كم هو جميل أن تتخيل نفسك وأنت تعمل من منزلك مرتدياً ملابس النوم الفضفاضة المريحة، أنت وحدك من يقرر المواعيد التي تعمل بها وتجيب على مكالمات العمل خلالها، لكن الوجه الآخر للعملة قد يكون أقل جمالاً من هذه التخيلات.
في تقرير لإذاعة البي بي سي البريطانية تم إثبات أن ثمة عوامل مثل افتقداك الروابط الاجتماعية التي تربطك بزملاء العمل، أو أن تكون في حاجة لمعدات معينة غير متوفرة في منزلك، قد تؤدي إلى فقدانك صوابك ما لم تكن مستعداً بخطة مضادة تحقق التوازن المطلوب.
فأولاً وأخيراً عملك وإنتاجك هو بيت القصيد، وبحسب ذلك التقرير أيضاً، فقد تداول اثنين من أهم المستخدمين لموقع لينكد إن دوت كوم أهم العوامل التي يجب توافرها للعمل بداخل المنزل، وقد أسفرت المناقشات عن التالي:
 
جستن سيلي (كاتب - موقع ليندا دوت كوم)
 
كتب جستن سيلي مقالاً بعنوان "كيف تعمل من البيت دون أن تصاب بالجنون؟" بعد أن قرر نقل محل عمله إلى المنزل منذ عام مضى.
ذكر فيه أن عملية الانتقال لم تكن بالأمر الهيّن، لما ترتب عليها من أخطاء كثيرة، ولكن مع احساسه بعامل الاستقرار استطاع ترتيب أموره والتأقلم على الوضع الجديد في عمله عن بعد، ووضع ثمانية أفكار في مقاله سننتطرق لها فيما بعد.
ولم يكن تغيير مكان بيئة عمله هو المؤثر الوحيد، بل كونه انتقل إلى منطقة زمنية مختلفة أيضاً شكل عبئاً حيث ترتب عليه تنسيق وقت عمله في المنزل مع وقت العمل الرسمي بمقر عمله الرئيسي، فتحتم عليه أن يعمل لساعات أكثر من ساعات عمله الرئيسية كي يسمح بزملائه التواصل معه، و قد أوضح سيلي أن هذا النظام في العمل لا يمكنه الاستمرار على هذا النحو، فأصبح لزاماً عليه تعديل تنظيمه ليومه وساعات عمله من حيث البدء والانتهاء لتناسب ساعات عمل زملائه أيضاً.
وبالتالي وضع أوقاتاً معينة للعمل وأوقاتاً أخرى للبيت، وقد خصص غرفة كتبه للعمل فقط وبخروجه منها يعود لعالم بيته في الساعات المخصصة للبيت.
نبه سيلي كذلك على ضرورة تخصيص مكان محدد فقط في المنزل كبيئة عمل ولا يستعمل لأي غرض سوى العمل، وأن يتوفر به الهدوء الذي يسمح لك بالتركيز الكافي للعمل، وألا تدير عملك من فراشك أو على الأريكة.
وبما أنك الآن لن تحتاج للانتقال من مكان لمكان للذهاب لعملك، لكنك لا تزال يجب أن تعود نفسك أن تنتقل من غرفة نومك إلى المكان الذي خصصته لعملك كما كنت تفعل للذهاب لمقر عملك سابقاً. هذا سيسمح لمخك أن يفهم أنه بمجرد دخوله حيز منطقة العمل أنه قد حان وقت العمل ولا شيء سواه.
وبسؤاله ماذا عن الزي الذي كان يرتديه أثناء عمله بالمنزل، هل يظل مرتدياً منامته؟ فأوضح في هذا السياق أنه كان يقوم بروتينه اليومي الذي كان يفعله دوماً سابقاً، فكان يستيقظ ويغتسل ثم يقوم بتهذيب لحيته وحلاقتها ويرتدي الملابس الرسمية التي كان يرتديها للعمل، مما يجعله يشعر بأنه طبيعي ولا شيء مختلف جدّ عليه، كما يعزز إحساسه بالمسؤولية.
كذلك عنصر التواصل مع زملاء العمل مسألة مهمة وضرورية للغاية، فالتفاعل الإنساني أمر صحي جداً لجانب اللاوعي في عقولنا، والتقصير في هذا الجانب يترتب عليه عواقب سلبية على نفسك في بيئة عملك الجديدة. لذلك فيجب عليك أن تعقد اجتماعات مع زملائك بشكل دوري سواء متفق عليه أم مفاجيء بين الحين والآخر، ولتكن مناقشاتك في هذه الاجتماعات في سياق العمل، ولا بأس من محادثات جانبية تشمل بعض جوانب العمل أيضاً.
كما تعد المحادثات المرئية والمسموعة بينك وبين زملاء العمل في اجتماعاتكم أمر أساسي ومهم جداً وبدونه سيتواجد الخلل الذي سيؤدي للفشل، وإن لم تكن متاحة المحادثة المرئية يمكن اللجوء لطريقة التواصل الاعتيادية ألا وهي التواصل عبر الهاتف.
 
ليسا تشيلفرز، مديرة في مؤسسة أثينا بيزنيس سولوشنز

تقول ليسا أن يوم الإجازة الرسمية من العمل لهو فرصة جيدة للاسترخاء وقضاء الوقت مع الأصدقاء والتقليل من توتر وضغوطات العمل. جاء هذا في مقالها الذي كان بعنوان: "لماذا يمكن أن يكون الأحد أكثر الأيام إنتاجية؟ وقد يكون العكس".
وتضيف، أن نصف ساعة من يومك هذا "يوم الإجازة" قد يحيل أسبوعك القادم في العمل من أكثر الأسابيع زخراً بالعمل، مبينة أن غالباً ما يتساءل الموظف أول يوم عمل في الأسبوع عن ماهية ما يجب عمله إلى أن ينقضي النهار سدى، ويكون اليوم التالي هو بداية مزاولة نفس العمل من جديد. وهكذا يضيع يوم عمل بلا جدوى.
واجتناباً للدخول في هذه الحلقة المفرغة من عدم العمل وبالتالي ضعف الانتاج، تقترح تشيلفرز الاستمتاع وعدم تضييع الفرصة يوم الإجازة الرسمية بطريقة فعّالة. فبنصف ساعة من التخطيط لما سيتم عمله خلال الأسبوع في الليلة التي تسبق صباح أول يوم عمل ستوفر الكثير من الوقت الضائع. راجع مواعيدك المحددة مسبقاً، وخصص قبل كل اجتماع وقتاً للتحضير، ولا تنسى أن يكون للأمور الروتينية نصيباً من جدولتك للوقت، كتصفحك لبريدك الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالعمل.
كما أضافت: بعد وضعك لهذا الجدول راجعه واعرف ما هي الأوقات المتبقية من اليوم وفكر فيما يمكن أن تستغلها. هذا التخطيط سيجعلك تشعر بالرضا عندما تراجع جدول الأسبوع وتجد نفسك قد أنجزت ما قد حددته خلال الأسبوع على أكمل وجه.
يمكننا القول أن العمل عن بعد وخصوصا من المنزل شئ جيد وله الكثير من المميزات ولكن لابد من التنظيم والتخطيط وإلا استحال الأمر إلى فوضى وعيوب أكثر منها مميزات، فقبل أن تقرر أن تعمل من منزلك فلتعد العدة ولتضع مخططك كي تسير على النهج السليم لتحقق أفضل النتائج.



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 وظائف أون لاين
Powered by : Global4Web