04‏/06‏/2015

كيف تصبح كاتب محتوى ناجح وسبباً في إثراء المحتوى العربي





كي يطلق على محتوى ما أنه محتوى جيد يجب أن يخضع لبعض المعايير وسنتناول في الأسطر القادمة عن ماهية المحتوى الجيد وأسس كتابته والخطوات التي ستقوم بها كي تكون كاتب محتوى ناجح ومتميز.

ما هو المحتوى الجيد؟

تعتبر جودة المحتوى ركيزة أساسية في مجال التربح من الانترنت بواسطة صناعة المحتوى وعامل لا غنى عنه لجني الأرباح على المدى البعيد قبل القريب، ومعنى كلمة محتوى جيد أي موضوع فريد من نوعه ويتسم بالخصوصية والإنفرادية والتجدد. كما أنه غني بالقيمة المعرفية التي يستفيد منها القارئ، وفي نطاق وطننا العربي فإنه يمكننا القول بأن المحتوى الجيد يثري المحتوى العربي ككل على شبكة الإنترنت.
قد يكون المحتوى مقال مكتوب أو صورة مصممة بطريقة الإنفوجرافيك (وهي طريقة لتوصيل معلومة ما من خلال صورة مكتوب عليها بيانات بطريقة سلسة وجذابة) أو فيديو او مقاطع صوتية وما إلى ذلك وكلها تتسم بالإنفرادية وتكون نابعة من عقل كاتب المحتوى بدون نسخ أو اقتباس.
ولكي تصبح كاتب محتوى حقيقي ومتميز فكل ما عليك هو التأكد من أن موضوعك فريد من نوعه وأصيل وغير مكرر وغير منسوخ من موقع آخر، ولا يعد نقل موضوع من موقع آخر مع حذف بعض الفقرات أو تغيير ترتيبها وصورها كمحتوى جيد أبداً ولا يمكن وصفه بأنه محتوى حصري من عملك أو من عمل فريقك، وينطبق هذا المبدأ على الأخبار أيضاً، فإن لم يكن موقعك حاصداً للكثير من الزيارات و يلجأ له المتابعون للحصول على الأخبار دوناً عن أي موقع آخر، فيعد نقل الأخبار وإن ذكر المصدر، أيضا محتوى غير خاص بك لأن للأخبار مصادرها التي يلجأ رواد الإنترنت لها كي يحصلوا على الأخبار منها.

كيف تكتب مقالات حصرية؟

وكي تتجنب فخ التكرار والنسخ للموضوعات عليك بإتباع بعض النصائح، فمن الضروري أن تكون عندك ثقافة شاملة وواسعة عن الموضوع الذي اخترت أن تكتب به، أو تداوم على كتابة ملاحظاتك الخاصة عنه وتكون متابع جيد للمصادر الأساسية المعتمدة التي تخوض فيه، وبالتالي يكون ذهنك وثقافتك محدّثة أولاً بأول لكل ما يجد في هذا المضمار. كما أنك لا يجب أن تغفل عن قراءة الكتب التي تناقش الموضوع الذي تهوى التفقه فيه، ونقصد بالكتب هنا الكتب الهامة والمراجع الأساسية المؤثرة التي تبحر في علومها كي يستزيد عقلك من العلم، وتكون عادة هذه الكتب لعلماء أو كُتاب أو حتى أشخاص ناجحين الذين جربوا و لم يكتفوا بالحياة النظرية بل دعموها بالدليل العملي أيضاً، بعد أن سلحت نفسك بهذا العتاد من المعرفة يأتي دور إثمار النتائج.

امتلك الفكرة :

من المحتم عليك البحث عن الفكرة التي تتميز بكونها جديدة وقيَمة والتي تريد مشاركتها مع قرائك ومتابعيك، قد يكون حدث مهم سيحدث أو حدث بالفعل أو يحدث الآن، قد تكون تجربة مررت بها، قد تكون خبرة سابقة أو قضية مثيرة، فالأفكار كثيرة ولا تنتهي.

رتب عناصر الموضوع :

بعد استحضار الفكرة، يجب أن تحدد العناصر الأساسية والنقاط التي يدور حولها الموضوع الذي ستكتبه، وعلى سبيل المثال لو افترضنا أن الفكرة تدور حول تقنية جديدة في مجال معين، يمكنك عمل قائمة بالعناصر الأساسية التي سترشدك في كتابة المقال كالتالي:
1. مقدمة تتحدث عن هذه التقنية الجديدة وتكون ملخص لما تتناوله في مقالتك مع ذكر فوائد هذه التقنية.
2. بيان الفكرة المحورية التي يدور حولها مقالك.
3. ذكر الفوائد والنقلات التي قد ينقلها لحاضرنا تطبيق هذه الفكرة.
4. عقد مقارنة بسيطة للوضع العام قبل وبعد تطبيق النظرية، كذلك التاريخ السابق لهذه التقنية.
5. إن كان لك تجربة سابقة باستخدام هذه التقنية فشاركها مع قراء مقالك، وقد تكون تجربة لشخص تعرفه أو تجربة كنت شاهد عيان عليها، أياً كان مصدر التجربة الحقيقي فهو يعزز موضوعك.
6. من الجيد أن تحتوى خاتمة موضوعك على تشجيع لقرائك بعمل التجربة أو استخدام هذه التقنية وإمدادك بنتائج تجربتهم وآرائهم حولها.

عملية الكتابة :

ننتقل الآن للخطوة التي تلي عملية تجميع الأفكار وترتيبها، تحَدث في متوسط 5 أسطر عن كل فكرة من الأفكار التي رتبتها، بالطبع قد تزيد عن خمسة أسطر في بعض النقاط كتجربتك مثلاً وقد تقل عن الخمسة أسطر في حالة ذكرك لتعريف ما، والآن لديك مسودة مقالة جيدة يمكنك تنقيحها، اقرأها عدة مرات، تحرى الأفكار بها فقد تحتاج لزيادة فكرة تعزز المعنى وتزيد من عمق موضوعك وتمنع التباس الفهم، أو قد تحذف نقطة لا يهم وجودها.
كما يمكنك أن تزود القراء بالمصادر التي قد تفيدهم و تعزز من فهمهم للمقال مثل الروابط التي تخص التقنية المستخدمة أو الشركة المنشئة لها أو شخصية ما ساهمت بدور معين في مقالك أو حتى من موقع ويكيبيديا إن أضفت منه تجربة أو بيان لنقطة تاريخية.
بعد مرحلة المراجعة الأولية وتفنيد الأفكار وتنقيحها، يأتي الآن الدور على مهمة التدقيق اللغوي للمقال. راجع مقالك بمنظور لغوي ونحوي كي تتأكد من سلامة بناء العبارات وإن كنت لست خبيراً في هذا الموضوع يمكنك الاستعانة بمن هو ذو الخبرة في ذلك. فالأخطاء اللغوية قد تفقدك المتابعين من ذوي الاهتمام باللغة، كذلك يمكن أن يلتبس الفهم على بعض من المتابعين في بعض العبارات لعدم سلامتها لغوياً.

النشر :
والآن وبعد أن انتهيت من منحوتتك الكتابية حان وقت أن ترى النور ليتطلع إليها جمهورك، قم بنشر مقالك.

ملاحظات :

تنطبق الملاحظات السابقة على محتواك بأي نوع كان، فلا يشترط أن يكون مقالاً مكتوباً بل يمكن أن يكون تسجيلاً صوتياً أو فيديو وما إلى ذلك.
وكما هو من المفترض أن تكون ذا أسلوب متميز في الكتابة وتتقن فنون التعبير بالقلم، يجب أن تكون متقن لفنون التسجيل الصوتي أو الفيديو ومستعد بالإمكانيات التقنية اللازمة والكاريزما المتميزة التي تميز حضورك الصوتي أو بشخصك على الشاشة، أو كذلك تمتلك مهارة التصميم المبدع الذي يستهوي المتابعين ويدفعهم لمتابعتك ويجتذبهم إن كان محتواك من الإنفوجرافيك.

نصيحة أخيرة :

القراءة ثم القراءة. استمر بتجديد ثقافتك في مجالك وخارج مجالك وأروي أفكارك بماء المعرفة كي تزهر، نقترح عليك بتخصيص سويعات معدودة من يومك لقراءة الموضوعات والمقالات والكتب المتعلقة بمجالك، هذه القراءة ستوسع مداركك وتعزز ثقافتك عن مجالك، ولا تنسى أن عملية القراءة ستثري محتوى معرفتك اللغوي وستنمي أسلوبك في الكتابة والنقد التحليلي للموضوعات.



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 وظائف أون لاين
Powered by : Global4Web