أن تكون صاحب مشروع أو جاءتك فرصة عمل في أحد المشاريع لهو برهان على كفاءتك وتعدد مهاراتك، لكن عالم أعمال بلا منافسين هو عالم خيالي لا واقع له، فالمنافسة مستمرة وعلى أشدها لذا فمن المحتم أن تتقن الفنون التنافسية التي تبقيك محتفظاً بالأفضلية في أعمالك وعروضك، وفي هذا المقال نقدم لك أكثر هذه الفنون أهمية كي تكون الأقوى بمضمار المنافسة وتزيد من فرص حصولك على عدد أكبر من الوظائف.
إدراك قيمة العمل والتركيز عليه :
يهتم صاحب العمل كثيراً بجودة العمل وكونه ذو قيمة، مما يجعله لا يجد غضاضة في دفع مبلغ أكبر للموظف الذي سيعمل معه، ولذلك يتحتم أن تركز وتهتم بجودة وقيمة عملك وتسعى دوماً بشكل تنافسي لتطويره ورفع مستواه، فيكون مقياس التنافس هو قيمة العمل وليس فقط السعر، فكما نعلم أن المستقل المبتدئ يقوم بخفض الأجر الذي يتقاضاه في مقابل تمكنه من كسب بعض المشاريع، من هنا يتحتم أن يكون تنافسك على قيمة العمل كي لا تخسر في مضمار المنافسة.
وتكمن قيمة العمل فيما سيناله صاحب العمل من امتيازات، فكن سباقاً في توضيحها بعرضك وسخياً كي تتميز عمن هم سواك، مما يرفع مستوى عملك وأدائك في المهمات المسندة إليك معطياً مبرر كافٍ للسعر الذي قمت بتحديده، كما أنه من الضروري ترسيخ مفاهيم أساسية عند صاحب العمل أثناء محادثتك له، ألا وهي أن العمل الذي سيكلفك به ستعطيه كامل وقتك وتركيزك، ضامناً بإذن الله نتائج متميزة بالنهاية، كما يجب أن تتسم بالاحترافية في حديثك معه.
استعرض مدى كفاءتك بالبراهين :
حتى تكن ذا مصداقية عند صاحب العمل، يجب أن يتكلل الكلام الذي ذكرته عن نفسك في سيرتك الذاتية ببرهان قاطع وعينات فعلية للأعمال التي قمت بها أو شاركت بها، فليكن لك في مدونتك -ان امتلكت واحدة- قسم خاص لعرض نماذج متعددة لنوعية عملك، فمدونتك هي عنوانك على الشبكة العنكبوتية و برهان صدقك واحترافك لا تتردد في عرضها.
ومما يدعم مدونتك أيضاً كتابة محتوى بداخلها يتسم بالاحترافية والبعد الكامل عن الابتذال أو التكلف والتصنع أو الرداءة. وقد تندهش لمعرفة أن حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي قد تستخدم لمعرفة طبيعة تفكيرك وما تميل له من آراء و أفكار يستدل بها للتعرف عليك، فانتقِ ما تنشر أو تكتب.
قم بالدعاية لنفسك :
قد تثير كلمة التسويق بعض القلق بداخلك، لما قد تتطلبه من خبرة وعلم، خاصة إن استهدفت شريحة واسعة من مرتادي شبكة الإنترنت، فقد تكون صاحب مهارة وإمكانيات عالية جداً ويحتاجك أصحاب المشاريع الكبيرة بشدة ولكن ما السبيل للوصول إليك؟ لذا لا تبخل على نفسك بالتعمق في فنون التسويق عبر شبكة الانترنت كي تستفيد بشكل كامل.
ويقصد بالتسويق هنا هو عرضك لما يمكنك تقديمه من خدمات لعملائك، كن سبّاقاً لتجديد معرض أعمالك بشكل دوري ومستمر وشاركه مع الأشخاص والمجتمعات التي تعمل بنفس المجال وتهتم به، فمثلاً إن قمت بعمل شبكة على موقع أرابيا حسوب IO ستتيح للعملاء من أصحاب الأعمال الوصول إليك بيسر و سهولة، كونه مشابه لموقع linked-in.
من الهام جداً أن تدرس منافسيك بدقة، قم بزيارة منصات العمل وخذ بعين الاعتبار ما يقدمه منافسوك من الأعمال ونوعيتها، هذا البحث سيدلك على نقاط الضعف فيهم وسينير لك نبراساً في طرق سد هذا الضعف في عملك كي تتميز عنهم بجدارة مضيفاً المزيد من القيمة لعملك، كذلك يمكنك الاستفادة من صاحب العمل لمعرفة سبب بحثه عن مستقل آخر وما الذي لم يعجبه كي تتلافاه.
حدد سعراً معقولاً :
اللامنطقية في تحديد أسعار خدماتك وتغييرها باستمرار قد يقودك للكثير من التعثرات بمسيرتك المهنية كمستقل، وقد يراه البعض سمة أساسية لعدم المصداقية، فلا تغالي في القيمة ولا تبخس عملك حقه كي لا تثير الريبة في نفس صاحب العمل، و قد نتفق أن المنافسة تكون محتدمة والعروض كثيرة، لكن بخسك لحقك قد يجعل من الصعب الرجوع للسعر كما كان قبل أن تخفضه، أو يجعلها نقطة ضعف يستغلها أصحاب المشاريع للضغط عليك.
ومن المسموح أن تكون المبالغ المادية في بداية مشوارك المهني ضئيلة أو معدومة، كما في بعض الحالات التي يقوم بها المستقل بالعمل دون مقابل مادي لاكتساب الخبرة فقط تفيده في ملئ معرضه بنماذج من أعماله وبالتالي القدرة على توسيع شبكة علاقاته، لكن بعد أن تتخطى هذه المرحلة من المهم أن تقيّم نفسك بشكل منصف وعادل وأن تلتزم به.
ادرس السوق ومتطلباته :
استقطع من وقتك ولو ساعة كي تدرس احتياجات السوق وما قد يريده أصحاب المشاريع، هذه الدراسة ستقودك لتطوير وتحسين مهاراتك بشكل مستمر بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المتغيرة ويرفع من كفاءتك وقدرتك على العمل.
في الختام نريد القول بأن منصات العمل عن بعد خلقت مناخاً مناسباً للعثور على المستقلين وتنفيذ المهمات المطلوبة بشكل موفر ومحترف، ومما يتحتم على المستقل أن يتحلى ببعض المبادئ والقيم الراسخة التي لا تتبدل في أعماله ولا يمكن أن يتنازل عنها، فإن تغيرت القيمة المادية المقابلة لعمله لا يمكن أن تختلف الجودة والكفاءة في تنفيذ المشروعات بل تتطور مع الخبرة و ترتقي.
0 التعليقات
