27‏/05‏/2015

العمل الحر يكشر عن أنيابه في مواجهة العمل الثابت





منذ عقد من الزمن لم يكن مطمحاً لأي شخص أن يعمل بشكل حر مستقل على مسؤوليته إلا نادراً، بينما كان ينصب تمام الغاية في إنهاء المرحلة التعليمية الجامعية والحصول على وظيفة ثابتة بمركز مرموق وراتب مجزي يجعله قادراً على الزواج وتكوين أسرة، حتى تلك اللحظة الفارقة التي ظهر بها رواد العمل الحر مارك تسوكيربيرغ (مؤسس فيسبوك) ورايد هوفمان (مؤسس لينكد ان) ولاري بيج وسيرغي برين (مؤسسي جوجل)، حينها فقط اختلفت موازين الأمور.


لا يخفى على أحد التحولات الجذرية التي حدثت، فقد ثبت للجميع أن العمل بوظيفة مرموقة ليس هو الغاية الكبرى، كما أنه قد احتدت المنافسة لاقتناص الموظفين ذوي المهارة والمواهب مما عزز أهمية الموهبة بالنسبة لأصحاب العمل أو من يملكون المهارة على حد سواء.



وكما أوضح "رايد" أن الشركات في عصرنا الحديث لم تعد تضمن للموظفين البقاء بالعمل حتى سن التقاعد، ويعد من أحد أقوى التحديات التي وقفت بوجه أصحاب العمل هي الحفاظ على الموظفين ذات المواهب.



بيّنت أبحاث أن 66% من رؤساء وقيادات المؤسسات الكبيرة على الصعيد الدولي يساورهم القلق حيال أرباح مؤسساتهم بسبب الموظفين الموهوبين الذين يصعب الحفاظ عليهم. ويزعم 20% من الرؤساء أن 85% من الموظفين الموهوبين سيعملون لحساب دول أخرى.



ويظهر للعيان بمرور الوقت أهمية وجود جدول زمني للقيام بمهام العمل بشكل مرن ويتيح الاستمتاع الكامل بالإجازات والمساعدة كذلك على الإبداع مما يدفع الكثيرين للعمل بشكل حر.

ويذكر رئيس Google لاري بيج أنه لم يعد من الضروري العمل بدوام كامل للكثير من الموظفين، وبحسب نتائج الأبحاث التي قامت بها شركة Intuit لتطوير البرمجيات في سنة 2020 سيكون أكثر من 40% من العمال يعملون عن بعد بشكل حر أو بعقد مقابل تقديمهم لخدماتهم أو بشكل مؤقت، مما ينتج عن ذلك كله جيل جديد من الناس المدركين لقيمة مواهبهم و لقيمة الوقت ومدى تأثيره.


كما أوضح لي تونج مؤسس شركة CV Store وهو مختص للتوظيف بريطاني الجنسية أن العاملين بصورة مؤقتة لم يعودوا معدومي الحقوق أو الخيارات، بل هم صفوة شباب الجيل الذين لا يستغنون عن مرونة جدولهم الزمني الذي يتيح لهم إمكانية إدارتهم لأعمالهم وشئونهم على شبكة الإنترنت.


فسرعان ما سيصبح العمل من بداية وقت معين إلى نهاية وقت معين شئ من الماضي، وسيحل محله العمل المبني على مبدأ الطلب، وستزيد إنتاجية وفعالية الموظفين وأصحاب الأعمال. وذلك لأن الوقت المخصص للعمل يُستغل كما يجب بفاعلية، وسيغدو "إتمام العمل وتنفيذ ما هو مطلوب" بديلاً عن "الذهاب للعمل".

أما بالنسبة لعقبة الموقع الجغرافي فستنتهي نهائياً وذلك لأن أغلب المهام سيكون من الممكن إنجازها عن بعد أو حتى عن طريق توظيف شخص من دولة أخرى لإتمامها ولن تكون هناك مشكلة بذلك، فما أسهل الاستعانة بخبير أجنبي لعمل مهمة معينة عن بعد، بل أصبحت الاستعانة به أكثر ربحاً ولم يعد لها ذلك العبئ الذي كان يجعل اللجوء إليها بالأمر الصعب.


ولا ننكر أن قرار الفرد في العمل عن بعد أسهل بكثير من خروج مؤسسة بقرار مماثل. لكن ترى هل سيتحول تفكير أصحاب العمل ورؤساء المؤسسات لتقبل هذه الأفكار سريعاً!! لا شك أن الإجابة ستشكل نقطة فارقة في مستقبل الكثير من الشركات والمؤسسات.


وعلى هذا الصعيد يذكر رايد هوفمان محذراً أن الشركة التي ستتهاون في النظر لذلك الأمر هي بالتأكيد في طريقها للاحتضار.



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 وظائف أون لاين
Powered by : Global4Web