04‏/08‏/2015

أول ملتقى للعمل الحر في مصر .. خطوة بطريق مستقبل العمل الجديد





انعقد أول مؤتمر للعمل الحر في جمهورية مصر العربية freelance بتنظيم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالاشتراك مع شركة ميكروسوفت مصر، الذي انعقد على شبكة الانترنت في محاولة لترسيخ ثقافة العمل الحر في مواجهة التعطل عن العمل.
وتسعى هذه المبادرة لتطوير المهارات التي يمتلكها الشباب في مصر وما يمتلكوه من خبرات لولادة فرص للعمل الحر، مما يخلق الدافع لكثير من الشباب لنفض هاجس الجلوس بلا عمل وفتح أبواب العمل الحر على مصراعيها أمامهم، ويظل نجاح أو فشل هذه التجربة مترتب على استجابة الشباب لهذا النوع من العمل، ولا يقلل ذلك من أهمية دور الدولة في تشجيع العمل الحر، خالقاً بديلاً عن الاعتماد عليها في حل أزمة البطالة بشكل كلي ودائم.

بوابة التواصل مع الشركات
جاءت كلمات منسقة المبادرة "سمر حلاوة" في حوار لها مع DW عن ما تصبو إليه هذه المبادرة معبرة عن أهدافها، مبينة أنه لا محيص من وجود الخبرة العملية والتيقن من احتياجات سوق العمل للحصول على أي وظيفة، وأوضحت أن الكثير من الشباب الآن يفتحون أعمالهم الخاصة دون خبرة أو سعي لاكتشاف متطلبات سوق العمل، وكتطبيق فعلي لهذا الأمر موقع freelanceme.net، والذي اعتبرته "سمر حلاوة" وسيلة مساعدة لأصحاب الأعمال والشركات للتواصل مع الكوادر من الشباب بواسطة ما تتيحه من مشاريع، وبيّنت أنه من خلال هذا الموقع يتمكن الشباب الراغب بالعمل من وضع سيرته الذاتية ونماذج من أعماله في حافظة الأعمال والتمكن من الشركات الأكثر مناسبة للعمل.

كما تعتقد سمر حلاوة أن هذه المبادرة فيها مساعدة للشباب في إتاحة فرص للعمل دون الحاجة للانتقال من مدينة محل الإقامة، وساعات من العمل أكبر دون التقيد بوقت بعينه، وتزيد "حلاوة" أن المبادرة تساعد في التنمية للمهارات الفردية في اكتساب العملاء والقدرة على تكوين السمعة الطيبة، كما تنهض المبادرة بإدراك الشركات المتوسطة أو الصغيرة بقيمة العمل الحر وأهميته في وقتنا المعاصر.
وبناءاً على ما سبق ترى "سمر" أن المبادرة تصبو للتصدي للبطالة وخاصة أنها تستهدف في المقام الأول الطلبة والخريجين الراغبين في امتهان وظيفة، وتخطط المبادرة على المدى البعيد أن تصل إلى أنها مبادرة إقليمية وليست محلية فقط، وهذا الهدف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق المبادرة لأهدافها المحلية وبنائها للسمعة الطيبة قبل انتقالها للصعيد الإقليمي.

ركائز العمل الحر
ورغم وجود التحدي القائم بأن تثق الشركات في الشباب والتزامهم بالجدية واحترامهم للمواعيد، وهذا من التحديات الجوهرية للمبادرة، توضح "سمر" أن المبادرة لا تقوم بعمل تزكيات لأصحاب الشركات ولا تتحمل كون الشباب ملتزم أم لا، ولكن في المقابل تقدم المبادرة التدريب اللازم والإرشادات المطلوبة لرفع وعي الشباب بأهمية بناء سمعة جيدة وطيبة، وأهمية التواصل مع أصحاب الشركات ودور الالتزام وتنمية المهارات الشخصية التي تكون كلها من العوامل المؤثرة في العمل الحر، معتبرة أن مؤتمر العمل الحرFreelanceME Summit’15 كان منهلاً للشباب لاكتساب الخبرات التي تلزمهم من ذويهم، موضحة أنه كان هناك نماذج محفزة للشباب لأشخاص بدأوا بالعمل الحر وحققوا بكدهم وتعبهم والتزامهم النجاح الذي أرادوه، وكانوا خير المثال للحاضرين ومصدر إلهام مهم لهم.

و تشير "سمر حلاوة" أن الموقع ليس حكراً على أعمال معينة بل مجالاته مفتوحة، وذكرت أن هناك 5000 شخص مسجلين بالفعل على الموقع ويعملون في أعمال التصميم والترجمة وتطوير مواقع الويب وما إلى غير ذلك. وبينت كذلك أن هناك أشخاص تم قبولهم للعمل في شركات بالفعل، وأشارت في النهاية إلى أنهم يعتزمون تدريب الشباب في الجامعات في المستقبل، وأشارت أن المبادرة تحمل الشقين الافتراضي والعملي، الافتراضي يكمن في الموقع الذي هو حلقة التواصل بين الشركات والشباب، بينما العملي هو التدريب الذي تقوم به المبادرة مؤكدة أنها لا تقوم بالتوظيف بل الموقع.

آراء شباب مختلفة
رأي آخر لصحفي حر يدعى "أحمد الشيخ" وهو أن معظم المبادرات يجهلها الشباب ولا يسمعون عنها شيئاً، معتبراً أن المسؤولية الأولى والأخيرة لتوظيف الشباب وتنمية مهاراتهم تقع على عاتق الدولة، ووجه للشكر للقائمين على المبادرة لسعيهم لإيجاد حلول فعالة لمشاكل الشباب.
و يعتقد "أحمد" أن هذه المبادرة لن تكون حلاً جذرياً للبطالة ويضيف معللاً أنها ترتبط بإرادة كيانان هما الدولة والشاب الراغب بالعمل، مما يُحمّل كلا الطرفين مسؤوليات، فالأول يجب أن يوفر للشباب فرص عمل فعلية تناسب مهاراته وتوظفها، والثاني يجب عليه الالتزام وتحمل المسؤولية.
فيما تبدي مترجمة حرة تدعى "رانيا عادل" رأياً آخر مبينة أنه في العمل الحر ترياق لسم البطالة، وأوضحت أن هذا النوع من العمل مفيد لمن ليست له القدرة على ترك البيت للعمل مثل ربات البيوت، وأعربت عن عدم ممانعتها للاشتراك على موقع المبادرة لما يوفره العمل الحر من الوقت.

التوازن بين ما هو معروض وما هو مطلوب
الباحث الاقتصادي في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة "ابراهيم الغيطاني" يدلي بدلوه في هذا السياق موضحاً أهمية هذه المبادرات لما تعود به بالنفع على أصحاب الشركات في مساعدتهم للعثور على ضالتهم من الشباب ذوي المهارة والقدرة والعلاقات الاجتماعية المطلوبة في مضمار العمل، ولا ننسى دورها في تسهيل الأمر على الشاب في العثور على وظيفة تناسبه، معتبراً المبادرات أداة التوفيق وحلقة الوصل بين طالبي العمالة وطالبي العمل.
ونرى في الغرفة التجارية الأمريكية خير مثال على ذلك، شأنها شأن الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، وجل ما يمكنها عمله هو التوفيق بين نسبة العمل المطلوب والمعروض، وليس من مسؤوليتها خلق فرص العمل، ولا ننسى أن نسبة البطالة بمصر 12.8%.
كما أكد على ضرورة وجود الدور السياسي الفعال الذي سيسهم في انطلاق ريادة الأعمال وقيام المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من الطاقات الكامنة بها، وربطها فيما بعد بالمشروعات الكبيرة.
و يقترح "الغيطاني" أن تقوم المبادرة بعمل قاعدة بيانات وطنية تستغل بالتصنيف المهني، وعرض العمل المطلوب بصورة توضح كافة الشركات المتاحة والقطاعات الاقتصادية.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 وظائف أون لاين
Powered by : Global4Web