01‏/06‏/2015

التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي .. فلتلحق بالركب كي تصل





حدثت نقلة نوعية في أوساط المشاريع والأعمال عما سبق في الماضي. مما أطاح بالطرق التقليدية القديمة للتسويق في مجال الأعمال.
فما نراه اليوم من مليونيرات العالم كانوا يوماً ما رجال أعمال استطاعوا استيعاب الثورة التكنولوجية المعاصرة واستغلالها في تحقيق أهدافهم وتلبية احتياجاتهم، فعصر التكنولوجيا الحديث قدّم ويقدم لرجال الأعمال سبل النجاح والتقدم على طبق من ذهب.
ولا يمكننا إنكار فضل التسويق الإلكتروني في فتح أسواق جديدة لا حصر لها لأصحاب الأعمال، الذي بدوره يعزز تجارتهم ويسهم في نجاحهم بشكل منقطع النظير، فمن لا يستغل هذا الأمر يضيع على نفسه الكثير من الفرص، وللأسف هناك بعض رجال الأعمال الذين يصرون على الطريق التقليدية لترويج تجارتهم ويرفضون الخضوع لسطوة التكنولوجيا ظانين أنهم نجحوا بهذه الطرق وسيبقون متبعين لها دوماً، لكنهم لا يوهمون بذلك أحداً سوى أنفسهم.
ففي حديث سابق مع أحد رجال الأعمال -المناصرين لذلك النوع التقليدي من الترويج- وقد طرحت عليه فكرة أن يستغل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لفتح آفاق أخرى وأسواق أكثر بفضل ترويجها لعمله، ولكنه كان مقتنعاً بنجاح وفعالية الأسلوب التقليدي الذي أبقى على نجاح عمله ثلاثون عاماً فما الداعي إذن للتغيير؟ وبسؤاله هل كان الأشخاص المحيطين به والذين يعيشون معه منذ ثلاثين عام هم ذاتهم المحيطون به الآن.

وهذا السؤال يقودنا إلى أمر جلي وواضح يجب على كل رجل أعمال أخذه بعين الاعتبار ألا وهو الطبيعة المتغيرة لشريحة الناس الذين يعيشون حولنا، فأهوائهم تختلف وكذلك متطلباتهم وطرق تلبيتهم لاحتياجاتهم وأعمالهم تختلف من فترة لأخرى ويجب أن نكون مواكبين لهذا التطور والاختلاف إن أردنا الحفاظ على تقدمنا.
فإن تأملنا للحظة طرق إدارة العملية الترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لوجدنا أن سر تأثيرها كونها سبيل ذو اتجاهين تسمح لك بالتفاعل مع عملائك وتسمح لهم بالتفاعل معك بواسطة ما تعرضه، بعكس وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة كونها تعتبر ذات اتجاه واحد منك للعميل فقط..

وتحتل التجارة الإلكترونية في يومنا هذا مكانة مرموقة حيث يلجأ إليها الكثير من رجال الأعمال، ليس محلياً فقط بل عالمياً أيضاً. ولسهولة فكرة التسوق عبر شبكة الإنترنت، يفضل الكثير من العملاء شراء مستلزماتهم عبر المتاجر الإلكترونية، الأمر الذي يقدم لهم تشكيلة واسعة من الخيارات وتوفير الجهد والوقت دون عناء يذكر.
وبالفعل يمتلك الكثير من رجال الأعمال والشركات متاجرهم الإلكترونية الخاصة، وإن وددت يوماً بفتح متجر إلكتروني خاص بك سيساعدك موقع Shopify في هذا الأمر كثيراً. كما يسمح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لرواده بإمكانية امتلاك متاجرهم الخاصة عليه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض النماذج لصيحات من التجارة الإلكترونية التي يمكنك السير على نهجها:
1- الارتقاء بتجربة خدمة العملاء. فالكثير من الشركات تحتاج الى تحسين وتطوير هذا الأمر مما يسهم بخلق علاقة متينة بين العميل والعلامة التجارية الخاصة بالشركة مما يضمن الاستمرارية وليست عملية بيع وشراء واحدة فقط وانتهى الأمر.
2- الجوال أو الهاتف المحمول. شيئاً فشيئاً يتخذ الهاتف الجوال وضعه في عملية البيع والشراء. ويستخدم الكثير من العملاء هواتفهم الذكية في إتمام عملية التسوق الإلكتروني وشراء المنتجات أونلاين. فيتحتم على كل شركة تملك موقعاً إلكترونياً أن تهتم بإنشاء نسخة خاصة لموقعها تقوم من خلالها باستعراض منتجاتها عبر الهاتف المحمول، لمواكبة التطور التكنولوجي السريع في هذا الميدان.
3- التسويق بواسطة المحتوى. و سيكون من المتوقع أن تكتب الشركات موضوعات بالمدونات المختلفة. وتتسم هذه الموضوعات بتنوعها وقدرتها على جذب اهتمام العميل مما يرشده إلى موقع الشركة على شبكة الإنترنت.
4- تسويق العلامات التجارية "الماركات" عبر الإنترنت. وسواء كانت العلامة التجارية عامة أو خاصة، فسر التميز بها يكمن فيما يقوله عنها الناس وليس ما تقوله أنت عن علامتك التجارية. فبحكم التجربة والبرهان أنت لا تملك القدرة على تقييم علامتك التجارية، بينما تملك فقط القدرة على إدارتها والتقييم يحدده العميل فقط. الأمر الذي سيجعل الشركات ينصب اهتمامها على فنون تسويق علاماتهم التجارية عبر الإنترنت.
5- توصيل البضائع والمنتجات. فالانتظار الطويل الذي يتبع عملية الشراء أونلاين كي تصل للعميل مشترياته أصبح من التاريخ، فالعديد من الشركات اصبحت تقدم خدمة توصيل المنتجات بنفس اليوم وسيكون هناك تطور سريع في هذا المضمار لاتباع الكثير من الشركات نفس النهج.
وهناك عدد من الشركات التي تعمل في مضمار التجارة الإلكترونية تنال شهرة عالية كموقع أمازون وE-Bay والتي نشأت بالأصل في أمريكا الشمالية. وكانت شركة جوميا هي المسخر لهذه النوعية من التجارة واستفادت منها الكثير كما أنها الأب الروحي لها في قارة أفريقيا إذ أنها من نقل التجارة الإلكترونية إلى هناك. وأصبحت الشركة الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية في القارة الأفريقية. وسمحت لساكني هذه القارة بالتسوق والتجول عبر العديد والعديد من المنتجات ذات السعر الاقتصادي والجودة العالية في شتى المجالات. فلن تحتار في البحث عن الأزياء أو الموضة أو الإلكترونيات أو الأجهزة و الأدوات المنزلية ولاسيما منتجات الجمال و الصحة، كما أن هناك موقع سوق.كوم الذي يعتبر من المواقع الرائدة في وطننا العربي كمتجر الكتروني له اسم وعلامة بارزة في مجال التجارة الإلكترونية.
ويمكننا الآن القول أن الشبكة العنكبوتية توفر ذلك المناخ الملائم للشركات التي تريد التنافس الشريف، وتدعمهم بكل السبل التي تؤدي لنجاحهم وتقدمهم، ولم يعد من المقبول عدم القدرة على تقبل أو مواكبة هذا التطور التكنولوجي السريع بل و يعد تجاهله وعدم الخوض في غماره سبباً للفشل.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 وظائف أون لاين
Powered by : Global4Web